بنشاب : يسعى القادة الأفارقة لتحريك المياه الراكدة نحو تحقيق التطلعات التنموية للقارة السمراء؛ إذ يجتمع عدد من رؤساء البلدان الإفريقية، السبت المقبل، لمدة يومين في مائدة مستديرة، لبحث سبل توفير الطاقة لجميع أنحاء القارة، وذلك لدعم تحقيق التكامل القاري.
ووفق منشور رسمي للبنك الدولي،أمس الخميس، تُعقد المائدة الرئاسية المستديرة برئاسة اتحاد جزر القمر، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الدولي، بهدف تسريع وتيرة العمل على توفير الطاقة لجميع الأفارقة بحلول 2030، وذلك على هامش الدورة الـ36 لمؤتمر الاتحاد الإفريقي، المنعقدة يومي السبت والأحد، بالعاصمة الإثيوبية «أديس أبابا».
ويسهم تزويد إفريقيا بالطاقة في دعم تسريع خطى إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وسوق الكهرباء الإفريقية الموحدة- وهما عنصران رئيسيان في خطة الاتحاد الإفريقي لعام 2063.
ويشارك في اجتماع المائدة المستديرة غدا، رؤساء دول إفريقية، وكبار المسؤولين من مفوضية الاتحاد الإفريقي، والبنك الدولي، والبنك الإفريقي للتنمية، والقطاع الخاص، لبحث سبل سلامة الوضع المالي لمرافق الكهرباء، وتشجيع التكامل الإقليمي والتبادل التجاري للكهرباء.
ويعيش نحو 570 مليون إفريقي من سكان جنوبي الصحراء (48% من سكانها) من دون إمدادات الكهرباء، ما يجعل المنطقة موطنًا لـ 3 أرباع سكان العالم المحرومين من الكهرباء؛ إذ لا يحصل ثلثا منشآت الرعاية الصحية على إمدادات منتظمة من الكهرباء، ولا تصل الكهرباء إلى ثلثي جميع المدارس الابتدائية على الإطلاق، ما يحد من تقديم الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، وفق بيانات رسمية للبنك الدولي.
وتأتي المائدة الرئاسية، عقب يومين من انعقاد الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي، في دورتها العادية الـ42، والتي انطلقت أمس الأربعاء، واختتمت فعالياتها اليوم، بأديس أبابا، تحت عنوان «نحو التكامل القاري.. 2023 عام تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية».
وبحث المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، سبل تعزيز الجهود لتعميق التكامل القاري من أجل تحقيق التطلعات التنموية للقارة السمراء، وذلك وفقًا لوكالة «شينخوا» الصينية.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، خلال كلمته أمام المجلس التنفيذي، وذلك في ختام فعاليات الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي، إن معطيات لعقد الأول من أجندة 2063 للتنمية القارية للاتحاد الإفريقي التي تبلغ مدتها 50 عامًا، تؤكد أن إفريقيا تمضي قدمًا في أجندتها التنموية.
وأضاف «فقي»، أن نجاح تنفيذ العقد الثاني من أجندة الاتحاد الإفريقي ،2063 يتطلب جهودًا قارية لتعزيز مكانة إفريقيا على المستوى متعدد الأطراف، كما أعرب عن قلقه إزاء التهديدات المتزايدة للسلام والأمن في القارة السمراء، وذلك إضافة للانقلابات والتغيرات غير الدستورة للحكومات- على حد وصفه.
من جهته، دعا الأمين التنفيذي بالإنابة للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة UNECA، أنطونيو بيدرو، الدول الإفريقية إلى بذل جهود متضافرة من أجل إنجاز منطقة التجارة الحرة القارية.
وأكد المسؤول الأممي، أن السوق القارية لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) من شأنه توفير اقتصادًا واسعًا في التصنيع، ما سيحقق زيادة التجارة داخل القارة، إضافة إلى مساعدته في تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الأساسية، مثل الأدوية والأغذية والأسمدة، وتوفير المزيد من الفرص للنساء والشباب للحد من الفقر وعدم المساواة.
وأوضح «بيدرو»، أن 10 بلدان إفريقية لم تصدق بعد على اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، الأمر الذي يقوض تحقيق التطلعات الكاملة للاتفاقية.