بنشاب : ليس كلُّ زمنٍ يُقاس بالسنين، ولا كلُّ حكمٍ يُوزن بعدد الخُطب والبيانات؛ فثمّة عهودٌ تُقاس بما أزاحت من ظلامٍ متراكم، وبما أحدثته من انتقالٍ صامتٍ في بنية الدولة ووعي المجتمع.
بنشاب : حينما ينحصر دور النخبة في تزكية ادعاءات نظام يدّعي الديمقراطية وهو يعيش لحظته الأكثر عبثاً بجوهرها، ويتأثر بمغريات أصحاب السلطة المسيّرين، يصبح المشروع الوطني برمّته في مهبّ الرياح. فغياب صوت النخبة الحقيقية يفتح المجال لهيمنة مشهد التفرقة والتجزئة، ويمنح المسيطرين فرصة احتكار القرار وتوجيهه وفق أهوائهم.
بنشاب : تحولت حرب الفساد التي يشنها نظام الرئيس غزواني، إلى فساد مؤدلج تتكشف حقائقه يوما بعد يوم، ليس عبر تنابز المفسدين وبيادقهم، ولكن بالحقائق المرة التي يعيشها الوطن والمواطن، لتكون هذه الوثبة الغبثية، مجرد استهداف ومكائد على شخص الرئيس السجين محمد ولد عبد العزيز لأمور أصبحت واضحة للجميع.
بنشاب : في عوالم السياسة كما في أزمنة المحن، لا يُقاس الموقف بالظاهر وحده، ولا تُفهم الحقائق بمظاهرها العابرة. أحيانًا يكون الصمت أبلغ بيان، وأحيانًا يكون الغياب أعمق صرخة، وأشد وقعًا من أي كلمة أو وقفة.
بنشاب : في زمنٍ تَتناثر فيه الأقوال كما تتناثر الرياحُ في الفلوات، ويغدو فيه الحقُّ كجمرٍ تحت الرماد، برزت قضيةٌ ليست من قبيل الأحداث اليومية، ولا من جنس الوقائع العابرة، بل هي نقطةٌ انشقَّ فيها الخطابُ ليمرّ منه ضوءٌ لا يرحم.
بنشاب : في فسحةٍ من ليل الدولة، حين تتثاقلُ الأقدار فوق صدور الرجال، وتضطربُ الموازين بين مُمسكٍ بالزمام ومُنازِعٍ له، تتشكّلُ في الغياب أصداءٌ لا يسمعها إلّا من أُشرب فطرة التأويل، وأوتيَ حِدّة البصيرة ونفاذ الفهم.
بنشاب : في خطوة بالغة الأهمية والضرورة، ومن منطلق الخبرة والدراية، كان قرار مدير الأمن الوطني، الفريق محمد ولد لحريطاني قرارا مهما وحازما في وقت عبث انهيار الأخلاق والقيم بالوقار التربوي وضرورته لتأدية الرسالة التربوية.
بنشاب : ليس في ديوانِ الزمان أدهى من جريمتين تُثقِلان مناكبَ القرون، وتُورِثان العارَ لمن اقترفهما: أن نُعلي من شأن التافهين، وأن نُهين مقام العظماء. وهاتان جريمتان لا يَغسلهما مطرُ السنين، ولا يَسترُ سوأتَهما تعاقبُ الدهور، إذ هما من فواحش التاريخ التي لا تُكفِّرها مراحمُ المعاذير ولا حِيَلُ الاعتذار.
بنشاب : ٠مواقع المسؤولية و لقد وقف محمد ولد عبد العزيز الشهم شامخًا في مواقع المسؤولية، شامخًا في الحقّ، لا يطغيه الشكّ، ولا يثنيه غياب الثناء، رجلًا اجتمع فيه الوفاء للوطن مع الصرامة في الموقف، رجلًا عرف كيف تكون الدولة جسدًا متينًا يسير بمبادئ، لا بمصالحٍ عابرة، ولا بأهواءٍ متقلبة.
بنشاب : في سفرِ الرجال الذين ظلّت أقوالهم سيوفًا لا تُغمد، وأفعالهم أعمدةً لا تميل، تتجلّى سيرةُ الشهمِ الذي لم يُبدّل، وظلّ يحفظُ العهدَ في زمنٍ تناثرَت فيه الوعود؛ يقفُ كجذعِ الطَلْحِ في وجه الريح، فيما تتقافزُ حولهُ وجوهٌ بدّلت جلودها وأدارَت ظهرها يوم احتدمت المحنة»**