حوار صحفي مع الفنان فريد حسن …

أحد, 18/02/2024 - 14:12

بنشاب : الحوار الصحفي مع الاستاذ الفنان فريد حسن :
سؤال : اشتاق إليك الموريتانيون لطول غيابك عنهم ونحن في شواطئ نقرب المسافات بين الاحبة , فماذا تقول لمحبيك في موريتانيا بعد هذا الغياب ؟
جواب : لقد كانت موريتانيا معي طوال الوقت وكانت اغاني والحاني على لساني فإنها كأولادي وهل يستطيع المرء التخلي عن ولده , وزعت منها الكثير لأصدقائي في سورية  عندما سجلت اغاني في ستوديو مع اوركسترا حيث طبعت الفي نسخة , كان اصدقائي يضجرون من اكثاري الحديث عن موريتانيا إلى درجة انهم صاروا متشوقين لرؤية هذا البلد الذي ما فتئت اتحدث عن طيب شعبه , والأمان وإكرام الضيف فيه , وعدم التدخل في خصوصيات الآخر واحترام الكبير و..........الخ .من صفات كانت اصلا موجودة في سورية لكنها بدأت تتناقص تدريجيا , صحيح اني غادرت موريتانيا جسدا لكنها لم تغادرني روحا ! 
                     ----------------------
سؤال : انتم استاذ في مجال الموسيقى وعلم النفس , هل صحيح ان للموسيقى دور في علاج بعض الامراض النفسية وحتى العضوية منها ؟
جواب :ان للموسيقى اثرا سحريا على الانسان بل وعلى كثير من الطيور والحيوانات الاليفة بل حتى المتوحشة والافاعي , و قد استخدمت لدى الانسان القديم قي الحروب – والافراح – وعند رجال الدين – وفي الكنائس – ثم المساجد – وفي تنويم الام  لاولادها - و في نوح النساء في احزانهن – وفي ترفيه الانسان عن نفسه . ومع تطور الانسان وقدوم الحضارات , استطاع الانسان ان يبدع اشكالا رائعة من الموسيقى تصور الطبيعة ,  والاحداث والوقائع يستطيع السامع ان يترجم ما احس به الموسيقار فيعيش ما عاشه مبدع هذه الموسيقى , فهذا الفارابي الذي اعتبره قدوتي في  الحياة يعزف في احد المجالس فيفرح الحاضرين – ويعزف فيضحكهم - ويعزف فيبكيهم – ثم يعزف فينامون ويخرج ويتركهم نائمين . هذه هي الموسيقى قبل قرون عديدة عند اجدادنا فما بالك الآن – نعم هناك الان انواع لمعاجة الامراض النفسية – وهناك أخرى  لتهدئة النفوس للجميع – وهناك غيرها للحروب – وغيرها في الغناءالديني – وغير هذا الكثير بالنسبة للانسان بل حتى الحيوان استخدمت الموسيقى فيه,  فللبقر موسيقى كي يدر الحليب وهكذا....
                          ---------------  
سؤال: شهدت الموسيقى العربية في العقود الاخيرة ظهور الاصوات والالحان التي لا تهتم بذوق السميعة من حيث اختيار اللحن والكلمات بل والصوت كذلك فصار كل من هب ودب يغني , فهل يمكن ان نقول انها فترة انحطاط للموسيقى العربية ؟
جواب: نعم وللاسف الشديد ظهرت بدعة في مجال الفنون جميعها وفي كل انحاء العالم هي بدعة استبدال الرائع بالتافه - ففي الموسيقى حصل هذا على مستوى العالم حيث تناقص تلحين السيمفونيات والاوبريات و الاعمال العملاقة , وكثرت الاغاني الهجينه – وفي مجال الرسم حصل ماهو اخطر فبعد روائع الرسم شاهدنا لطخات لا معنى لها تسمى بمسميات تخدر اصحابها والجمهور الذي تنقصة القدرة النقدية – وكذلك في مجال النحت صار النحات يصنع لك شكلا , إن لم يسمه هو لك فلن يتمكن أحد غيره  من ذكر اسمه – كما حصل هذا للشعر العربي فبعد الشعر الذي كان يحرك المشاعر ويهزها فيُبكي ويُفرح ويُغضب جاءنا شعر يسمونه شعرا, ولا اسميه انا الا صف كلام ( كما نقول في سوريا ),  كان الانسان العادي يحفظ مئات الابيات من الشعر – والهاوي للشعر فقط يحفظ الآلاف والمهتم بالشعر يحفظ عشرات الآلاف – بالله عليك كم بيتا يحفظ أي انسان في يومنا هذا, نعم نقرؤه  لكننا لانستطيع الحفظ – حصل الشيء نفسه في الاخلاق – والسياسة - والقيم – والصناعة – والزراعة : فكل شيء لاطعم له – لا جودة – لا متانة – وانا شخصيا ارد ذلك للعولمة التي في  ظاهرها عسل وفي قعرها السم الزعاف ؟
 لقد ماتت الاغنية العربية او انها تلفظ انفاسها الاخيرة مع ما مات من فنون -
وما نراه من لفظ للانفاس الاخيرة , سينتهي ايضا مع رحيل المتبقين من الرعيل الاول او الصامدين من الرعيل الثاني ! 
                     -----------------------
سؤال: وهل انتهى زمن العمالقة ؟
جواب :هو لم ينته كليا , لكنه اشرف على الانتهاء – وسينتهي مع رحيل البقية القليلة المتبقية  - فنصبح في زمن الاقزام مع الاسف الشديد – لقد كانت الاغنية متقنة في كلماتها ولحنها وعزفها وغنائها و.......الخ من عومل الخلود  لها , حيث مازال الناس يتغنون بآلاف الاغاني للعمالقه – اما اغنية زمن الاقزام تسمعها اليوم ولا تسمعها بعد اشهر على ابعد تقدير – الكلمات سيئة وممجوجه , واللحن لا جدة ولا جودة فيه , والمطرب لا يطرب حتى نفسه , انك لا تسمع كلام الاغنية ولا لحنها  بل تسمع جعجعة و ضجيجا, حتى صوت المطرب لا تسمعه جيدا من صخب الالات الايقاعية ؟
                     ------------------- 
سؤال : استاذ فريد انت ملحن ومدرس , أي المهنتين احب إلى نفسك ؟
جواب :احببت المهنتين وقدمت في كلتيهما باخلاص , وانا لا ادعي الفن مهنة لي , لان معيشتي كانت من التدريس ثم من المدرسة الخاصة التي كانت روضة صغيرة , ثم صارت مدرسة كبيرة املك ترخيصها وبناءها  واثاثها – لكن الله لم يشأ لي اكمال بقية عمري فيها بسبب ما حصل في سورية , انا لم اكسب من الفن في سورية  قرشا واحدا , فكل الحاني قدمتها في اذاعة حلب هدية  دون مقابل , حتى كلمات بعض الاغاني كنت اشتريها على حسابي الخاص ,
اما في موريتانيا فقد اختلف الامر حيث كنت استفيد من ريع الحفلات , الذي لم يكن كبيرا كما يتصوره البعض , فالنفقات كثيرة وظروف الناس كانت ضيقة , هذا بالنسبة للحفلات اما الاذاعة فكل اغاني والحاني ايضا قدمتها هدية للإذاعة , فقط كان بيني وبين الاذاعة عقد احصل فيه على نصف ريع الاغاني لطلبات المستمعين , وقد حصلت على بعض الدفعات ثم قُطعت المبالغ بفعل فاعل, بحجة اني غادرت موريتانيا عام 1979– ولما جئت عام 1980 وكنت قد غبت سنة فقط , وكان العقد على اساس (لاينتهي- مكتوبا بالفرنسية) هكذا كان اتفاقنا المكتوب والموقع مني ومن ادارة الاذاعة ,ورفض دفع مبلغ خمس وثمانون الف الذي كان في حسابي , وكل ما دخل حسابي بعدها من ريع للاغاني كذلك لا سامح الله من كان وراء ذلك , وقد قيل لي ان ارفع دعوى قضائية على الاذاعة تحصل على حقوقك , وذهبت الى معاون المدير للقسم العربي فشرحت له القضية , متعاملا معه بالقانون والنظام – هل تعلمون ماذا كان رده ؟ قال : لو كنت مكانك لطلبت كل اشرطتي ووضعتها في ساحة الاذاعة واحرقتها !
طبعا تريدون ان تعرفوا ردي ( كنت اعرف انه من لون سياسي يعادي العروبة رغم انه حساني ) قلت له هذا لو كنت مكاني والحمد لله أنك لست مكاني , اما انا فاعتبر هذه الاشرطة ملكا للملايين ممن احبوها وحرام علي حرمانهم منها لانهم ما قدموا لي الا كل خير هل ابادل حبهم بهذا الفعل من اجل دريهمات , فذهبت الى قسم الغناء الشعبي وكتبت تنازلا عن حقوقي القانونية عن كل اعمالي الفنية في اذاعة نواكشوط وهذه هي المرة الاولى التي اتحدث فيها عن هذا الموضوع الذي تركته سرا في قلبي آلمني كلما تذكرت ما قاله لي ذلك الاخ سامحه الله 
لقد كان اتفاقي الاول لفظيا مع صديقي الحسن ولد مولاي علي وهو الاهم من كل العقود قبل ان اسجل أي اغنية وهو (ان موريتانيا ضعيفة الامكانات وهي لا تستطيع ان تقدم ما تقدمه الاذاعات الاخرى ! وكان جوابي له انا لا اريد منكم  أي مال فكما كنت اقدم لاذاعة حلب كل اعمالي هدية ورغم وضع سورية المادي الجيد وقتها- فكيف لا اقدم لقطر يحتاجني في هذا الجانب ؟ 
لذلك انا لا اعتبرها مهنة بل هي هوايتي منذ نعومة اظفاري والى اليوم وما كسبته منها لا يساوي ما انفقته من اجلها – ان ما كسبته كبير جدا وهو الحب الذي يربطني بها !
                ----------------------------

سؤال: وهل يطغى اهتمامك باحداهما على الاخرى ؟ 
جواب : كنت اهتم بعملي في التدريس وقبله بالتعليم فقد سجلت عشر اغاني في اذاعة حلب بينما اداوم خمس ساعات يوميا في المدرسة من الصباح الى الظهر او من الظهر الى المساء ,وعندما  يتوفر الوقت كنت اذهب الى الاذاعة رغم بعدها عن بيتي, وكنت اركب حافلتين حتى اصل اليها , وأسير خمسمائة متراخرى من اسفل جبل الاذاعة حتى اصل اليها في القمة , كنت اداوم دواما نظاميا في الاذاعة ومجانا , أي بدون راتب – صحيح انه عمل مضن استمر لسنوات لكنني اكتسبت خبرة فنية من كل الاختصاصات التي كانت هناك .
                 --------------------
سؤال: استاذي ننتقل الى الموسيقى الموريتانية : لكم تجربة كبيرة مع فنانين موريتانيين كبار – ولكم خبرة ايضا بموسيقانا – فماذا تحتفظون به من انطباعات عن هذه الموسيقى ؟ 
جواب : لقد سمعت في الايام الاولى من قدومي الى موريتانيا من الموسيقين الكبار انماطا كثيرة منها ووجدت ان الموسيقى الموريتانية هي من جذور الفن الاندلسي ولها شبه للموسيقى التراثية المغربية – الايقاعات جميلة جدا  - المقامات غنية – الاصوات جميلة وعذبة .
والمشكلة هي في افتقاد الابداع والذي تحدثت عنه وما زلت ساتحدث في قصاصات قادمة ,  وسببه الاساسي تخصيص فئة صغيرة جدا من السكان لتمارس هذا العمل اكان هذا الفرد راغبا , او موهوبا, ام لا – وهنا المشكلة مشكلة الابداع , حتى إن ابدع احدهم لحنا ترى الجميع يكررونه الى ماشاء الله – ان ما يطور الموسيقى الموريتانية امور بسيط اهمها : الدراسة العلمية لها – و دخول دماء جديدة اليها واقصد بالدماء فنانين هواة من خارج الاسر الفنية – و استخدام آلات موسيقية تعد بالعشرات – و تشكيل فرق موسيقية تضم جميع الالات المعروفة عالميا  – و افتتاح معهد بسيط يعلم الموسيقى للجميع – وحث وسائل الاعلام والاحزاب  لجميع المواطنين المشاركة في  دراسة الموسيقى وممارستها من قبل الجميع ونزع فكرة الاستعلاء التي تمنع ابناء الزوايا والعرب من ممارستها  
                          ---------------------
سؤال : تعلمون استاذي ان الموسيقى الموريتانية غير مكتوبة فهل هي بنظركم قابلة للكتابة ؟
جواب : الكتابة الموسيقية قضية ملحة جدا – فكما ان كل العلوم تكتب لتحفظ وليتم تبادلها مع الآخرين ونقلها للاجيال اللاحقة – واعتقد ان هذا كان من اسباب مراوحة الموسيقى الموريتانية , ان كل ما لا يكتب ينسى ثم يزول, فالتاريخ والادب والعلوم حتى الدين والكتب المقدسة التي لم تكتب ذهبت , اين صحف سيدنا ابراهيم عليه السلام ؟ اين الزبور؟  ان النوطة الموسيقية تستطيع ان تكتب أي  صوت يخرج من فم الانسان , لقد اكتشفوا في العراق مقطوعة موسيقية يعود تاريخ كتابتها لعدة آلاف من السنين قبل الميلاد وعزفوها وكانت مقطوعة رائعة ,اذا منذ الاف السنين كان الناس يكتبون وما زالوا ! اما الموسيقى الموريتانية ونحن في القرن الواحد والعشرين لم تكتب سابقا ولا يكتبها احد حتى الآن ! اليس ذلك امرا مؤلما ؟ 
                   ---------------------
سؤال : التقيت بالفنانة الموهوبة ديمي بنت آب – لحنت لها وغنيت معها – احكي  لنا عن تلك الفترة وما تتميز ديمي عن باقي المطربات ؟
جواب : لقد كانت تجربتي الاولى مع ديمي رائعتي (درسك ياغلانه) لحنا , ورائعتنا كلانا غناء, ولم اسمع في الغناء العربي توافقا وانسجاما كالذي كان بين صوتينا! 
لقد افقت في فندق النواب صباحا حيث ايقظني وحي التلحين , لكلمات اعطتنيها فتاة مساء الليلة السابقة لهذا الصباح ,فلحنتها في نصف ساعة , كانت الاغنية بمقدمتها وفواصلها الموسيقية وكلماتها جاهزة للغناء واحضر لي صديقي المختار ولد بوبكر (وهو من بوتلميذ) المسجلة من عند البيضاوي – المختار الذي كان ضيفي تلك الليلة بعد رجوعنا برفقة البيضاوي من سهرة في الاكصر  فسجلت الاغنية - ومساء ذلك اليوم قصدت ديمي شريكتي في فرقة الرشيد للغناء والنشيد – خرجنا سويا بسيارتها من المدينة تجاه  الشاطئ وإلى حين العودة منه كانت تحفظها مثلي تماما, وفي صباح اليوم التالي سجلناها في برنامج عن الفن والشعر – اذيعت الاغنية وطلبت بعشرات الطلبات يوم الاحد, وانطلقت الاغنية بشكل لايتصوره العقل – بعدها اعطيتها لحنا آخر هو دوم يالله ذي الحيلة كلمات احمدو مياح – كما غنت معي اغنية انتي موريتانية وانا من حلب من كلماتي والحاني, وهي الاغنية الوحيدة التي الفتها  في حياتي – كما لحنت لها تبراعا قالته فيَ وغنيناه سويا بعنوان: (لي عام وشهرين) -  كانت المرحومة سريعة الحفظ بشكل لم ار مثيلا له – كانت حنجرة لن تتكرر – كانت طيبة – ذكية – لبقة  منفتحة على الموسيقى العربية تحفظ العديد من اغاني ام كلثوم وغيرها من المطربات العربيات وتؤدي الاغنية احيانا بتصرف فتعطي الاغنية نكهة جديدة – لطالما حلمت وتوافقنا ان اعطيها الحانا ضخمة نذهب بها سويا الى القاهرة لنسجلها وكان لدينا  وهي الامكانات للقيام بذلك , لكن دخول بعض الناس الذين ضربت مصالحهم وبات الناس لا يسمعونهم , اقول دخولهم لفصلنا فنيا عن بعض, اوقف الامر الذي كنا قاب قوسين او ادنى من القيام به – واعتقد ان ثورة في الفن الموريتاني كانت ستحصل لو تم ذلك , لان الآخرين كانوا سيحذون حذوها, لكن انا اريد وانت تريد والله فعال لما يريد !!
             ---------------------------
سؤال : استاذي لحنت اغاني كثيرة من كلمات شعراء موريتانيين بالفصحى والحسانية – أي الشعراء ارتبطت به وجدانيا  وكانت كلماته محفزة لالحانك الجميلة ؟ 
جواب : كل الشعراء الذين تعاملت معهم جيدين ورائعين 
ان كانوا يشعرون بالفصحى او بالحسانية وقد كانت جميع الاغاني محفزة , وقد تقولين او يظن قارئ انني اجامل , لا , لأنني لو استعرضت كيفية  تلحيني للقصيدة او الاغنية لبدا لكم صواب ما اقول : تعرض علي كلمات الاغنية اقرؤها واستفسر عن بعض الكلمات, وبعد قراءتها وفهمها, إما ان اطلب غيرها بلباقة ان كان صديقا او اتظاهر باخذها واضعها على الدور وكم من قصيدة ما زالت تنتظر دورها – وليس لانها غير جيدة فقد تكون اجمل من تلك التي لحنت – إن اللحن والفن عاطفه – والعاطفة لا مقاييس موضوعية لها – انها علاقة عاطفية بين روحي والروح الكامنة في تلك الاغنية او القصيدة – بالضبط كما يحب الانسان محبوبته فهل من الضروري ان تكون ملكة جمال حتى يحبها – فقد تكون في نظر الآخرين عادية او اقل من جميلة لكنه يتعلق بها ويهيم , هكذا كنت افعل : اذا احسست بعشق القصيدة لحنتها بسرعة كبيرة واذا كان غير ذلك حدث ايضا غير ذلك , لذلك كل اغاني حبيباتي احببتهم من اول نظرة واخطبهم لعودي فتختلط ريشته باحرف الاغنية لتعطي ناتجا اطيب طعما من العسل !
                     ------------------------
سؤال : هل ما زلت متابعا لواقع الموسيقى في موريتانيا ؟
جواب : منذ رجوعي الى سوريا كنت مشغولا على عدة اصعدة : العمل وبناء مسقبل اسرتي – ان كان في التدريس – والعمل في التجارة لمرحلة محدودة – ومتابعة تدريس الاولاد والانتقال بهم الى افضل ما اتمكنه من مستوى – ثم تامين حياتهم في زواج ناجح للجميع – اضافة للكتابة التي كانت تاخذ مني ساعات طويلة في اليوم – ثم العمل في الروضة التي كنت املك وكانت سمعتها التربوية من افضل رياض الاطفال في حلب – مما شجعني فاشتريت ارضا لاباس في اتساعها لبناء مدرسة نموذجية عليها وكعادتي احب ان يكون عملي دائما في اعلى مراتب النجاح – قد يقول القارئ مالنا وما لهذا الكلام ؟ فعلا ! عرضت هذا لكم لكي  اقول : ان انشغالي الضاغط علي لم يترك لي وقتا للفن كله رغم حبي الشديد له كنت استرق الدقائق التي اكون فيها لوحدي ومع نفسي فقط لادندن بلحن من الحاني او اغنية لفريد او عبدالوهاب او ام كلثوم او اسمهان او عبد الحليم او فيروز – ناهيك عن اوقات الراحة التي كنت احتاجها بعد عناء يوم طويل – وطبعا لم اكن انسى واجباتي قبل كل شيء امام ربي من صلاة وصلة رحم لاولادي واخوتي الذين بارك الله في عددهم , له الحمد والشكر, اذا هذا وكثير غيره لم اذكره , كان يمنعني من متابعة كل اشكال الفن الا قليلا منه , حتى الفيسبوك وباقي الانشطة المعلوماتية لم يكن لدي الوقت الكافي لممارستها , لذ لك كانت متابعتي محدودة حتى اكون صادقا في جوابي ان شاء الله !
                  -------------------------
سؤال: وما رأيك فيما يقوله البعض إنه تطوير للموسيقى الموريتانية ؟
جواب : لقد اجبت في ردودي السابقة وفي قصاصة عن ذكرياتي 
عن تطوير ا لموسيقى الموريتانية –
ما هو التطوير الذي تم حتى الآن : كم معهدا للموسيقى افتتح – هل كتب التراث الموسيقي ليحفظ من الاندثار – ماهي الفرق الموسيقية التي كونت لعزف  أي نوع  من انواع الموسيقى العالمية – كم لحنا جميلا يمتلك مقومات اللحن في الجدة والجودة تم تلحينه – كم اغنية غزت الوطن العربي – 
ان عدد سكان لبنان يساوي عدد سكان موريتانيا , ومساحته تقل عن اصغر ولاية موريتانية بالعديد من المرات , رغم ذلك آلاف الاغاني من لبنان  يتغنى بها الناس حتى خارج الوطن العربي ليس بداخله فقط , اذا اردتم الحكم بأن الفن اصبح متطورا مثله مثل أي علم او صناعة او اختراع , فبامكانك ان تعرف ذلك من انتشاره خارج حدود موريتانيا , واعود لاقول ان ذلك لن يحدث قبل ان يشارك كل الناس في عملية الابداع , في الفنون كلها: هناك ممارسة عادية وهناك ابداع : فلا الرسام العادي يمكن ان يدعى رساما فتلميذ الصف الرابع ايضا يرسم – واي انسان يعزف , وينشد الشعر او الزجل او يبني لك تمثالا من الطين , حتى الحرف الاخرى الطبيب والمهندس والطيار وسائق السيارة .........الخ من مجالات الحياة , إن الممارس العادي مفيد وضروري للمجتمع : لكنه اذا قورن بالمبدع يكون الفرق كبيرا لا يقاس , ان رساما مبدعا يساوي الافا من غير المبدعين وكذلك في الشعر والغناء والموسيقى والتلحين والصناعة والطب والهندسة .......الخ, والابداع ياتي عندما يشارك كل المجتمع لان النبوغ والابداع امر نسبي وكلما كبر العدد المشارك كبراحتمال ظهورالابداع , لقد برز في موريتانيا كثير من الاطباء المميزين وكذلك المهندسون وكذلك المذيعون وكذلك .........الى ما شئت من الفعاليات الاجتماعية الكثيرة وابدعوا لماذا؟  لان الاربعة ملايين كلها تشارك في انتقاء المبدع بينما في انتقاء الملحن اوالعازف يشارك بضع مئات فقط وعندها لن يحدث الابداع الا في طفرات تتعلق بقانون المصادفة ليس الا ؟     
              ---------------------------------- 
سؤال: ما رأيك في المطربين الشباب ؟ 
جواب : وفقهم الله لما فيه خير البلاد والفن لكن حتى اكون صادقا في حكمي كان علي ان اسمعهم جميعا حتى يكون حكمي دقيقا وصادقا وقد شرحت في فقرة سابقه انني كنت مقصرا في الاستماع لاسباب كثيرة
                  ------------------------------ 
سؤال : هل تمكنت استاذي من متابعة البرنامج الغنائي الموريتاني النغمة الذهبية , وما هو رأيك في المواهب الشابة التي قدمت فيه؟
جواب : الجواب مرتبط بالسؤال الذي سبقه – وكم كنت اتمنى لو كنت تابعته حتى اتمكن من الاجابة الموضوعية لان ما سمعته من هنا وهناك لا يكفي لتكوين رد علمي موضوعي 
                  -----------------------
اخيرا استاذي : يتوق الموريتانيون إلى رؤيتكم من جديد في موريتانيا  فهل  تنوون زيارتها عن قريب ؟
جواب : انا الآن في مدينة بروكسل في بلجيكا – وقد غادرت سورية لاسباب صحية – وقد اجريت عملية قثطرة في القلب حيث وضع لي شبكتان لشريانين واتماثل للشفاء والحمد لله, وبعد مراجعة المشفى بعد مدة سوف احاول زيارة موريتانيا الحبيبة انشاء الله, واتمنى ان يكون ذلك في شهر آ ذار حيث اتم حينها الثمان والثلاثين ربيعا من تاريخ قدومي  في 1977م في آ ذار ايضا ! 

انتهت الاسئلة ارجو ان لا اكون قد اطلت عليك ؟
جواب :  اشكركم واتمنى لموريتانيا مزيدا من التقدم والتطور والامن والامان – وارجو ان لا اكون انا قد اطلت في الاجابات لانني دائما احب ان لا اترك غموضا في أي امر اتحدث فيه – اشكر القراء على امل ان اكون قد اوصلت اليهم الرد على كثير من 
تساؤلاتهم ادامكم الله احبائي وابقى موريتانيا بلدا للحب والسلام والكرم والعروبة والاسلام .