الحقيقة بلا رتوش…

سبت, 27/04/2024 - 11:07

بنشاب : (أنصح المترددين والمرجفين بعدم القراءة والتعليق، فهم تحت الرقابة والصفحة تحت الرقابة، ونحن في زمن صارت فيه مصلحة الفرد أهم من مصلحة الوطن)

ما لا يدركه الرئيس غزواني، أنه أصلا نجح بنسبة 52% بجهد خاص واستثنائي من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، يوم دفع الناس للتصويت، فكأنما يسفهم المَلَّ، لعدم استساغتهم لذلك، وما حدث بعد ذلك لا يزيد هذه النسبة، فالرئيس عزيز ومناصروه في أشد الندم، والذين جاؤوا من بعده، تكتل متهالك من الليبراليين والشيوعيين اليساريين، في أحسن حالهم مجتمعين، لا يتجاوزون 2%، بل ينقصون عنها بمن رحل منهم ومن هو غاضب ومستاء، إضافة إلى ثلة من الإخوان المسلمين، من عتاة المتمصلحين منهم، وممن تعصف به الجهوية والقبلية، ذرني من المفسدين والمتملقين، فهؤلاء لا يعتد بكسب ودهم وليس لهم ود يمنونه على الآخرين، سنستثني رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الذين تدفعهم مصالحهم في الهروب من بطش السلطات إلى المجاملة، رغم وعيهم بأنهم يخاطرون بوعد لا يدرون متى يتقلب عهده ضدهم، فلا يأمنون مكره في أي وقت.
وإذا كانت هذه صورة الكتلة الانتخابية سابقا، فإنها لم تدعم ولم توفر لها مقومات الاستمرار، لأن الانجازات كانت معدومة لدرجة أضحت فيها تسبح في الأرقام السالبة، وها أنت قلتها بنفسك البارحة في انواذيبو: يؤسفني أن ما نتحدث عنه بعد خمس سنوات هو الماء والكهرباء وتوفير السمك!... والغريب أن الرئيس يعطي العهد بحل هذه المشاكل خلال شهرين وقد أعيته خلال خمس عجاف، في تلاعب بالعقول والمشاعر تجاوزه الأطفال.
ومع ذلك سيصفقون ويصطفون طوابير، كل وزير وكل سفير ومدير، حمل معه أمتعته ولوازمه في رحلة العجز والتعطيل مستبشرا ومرددا قول الشاعر:
لا يخدعنك هتاف القوم في الوطن 
فالقوم في السر غير القوم في العلن


لكن ثقتك بنتائج التزوير عالية جدا، لتجعلك لا تبالي بمدى الإحباط الذي نعانيه وسنعانيه، كما لا تبالي بأن ضياع الوطن، قد لا تتأثر أنت به، لكن سيتأثر به أبناؤك وبناتك وجيل بأكمله من أبنائنا، وكأن قدرنا أن نبيد الوطن بمحض إرادتنا ...
هكذا سيدي الرئيس تبدو الصورة المأساوية، التي يُرِيكَها المنافقون وردية ًكاذبة في جريمة أوقعوك فيها، وإلا فأنت مشارك معهم وركن من أركان هذه المؤامرة، فلله الأمر من قبل ومن بعد وخسبنا الله ونعم الوكيل.