
بنشاب : حينما ينحصر دور النخبة في تزكية ادعاءات نظام يدّعي الديمقراطية وهو يعيش لحظته الأكثر عبثاً بجوهرها، ويتأثر بمغريات أصحاب السلطة المسيّرين، يصبح المشروع الوطني برمّته في مهبّ الرياح. فغياب صوت النخبة الحقيقية يفتح المجال لهيمنة مشهد التفرقة والتجزئة، ويمنح المسيطرين فرصة احتكار القرار وتوجيهه وفق أهوائهم.
في هذا المناخ الخانق، يتصدّر المشهدَ أولئك الذين تجرّحهم مخالب الغدر وتؤلمهم خيبات الخيانة، وتثقل صدورهم متاريس الإقصاء والتهميش. إرادة الناس تُرفض أو تُفشل عمداً، وتغدو الحياة العامة تحت سطوة قلة نافذة تتحكم في حاضر الوطن ومستقبله، وتعيد تشكيل تاريخه بما يلائم رغباتها المنحازة التي غالباً ما تأتي نشازاً عن حقيقة الشعب وروح البلد.
وحين تتخلى النخبة عن دورها في حماية المعنى الوطني وتحصين المؤسسات من العبث، يصبح الوطن ساحة مفتوحة للهيمنة والتشويه… ساحة يختنق فيها الحق وتضيع فيها الإرادة.

