تأثير احتضان هرم الدولة الموريتانية لما يُعرف بـ«مشاهير التفاهة» على الانهيار الأخلاقي والاجتماعي

أربعاء, 24/12/2025 - 14:07

بنشاب : في الدول المتقدمة يُطلق على ما يُعرف بـ«مشاهير التفاهة» وصف مؤثرين غير اجتماعيين، وهم أشخاص لا علاقة لهم بالدولة ولا بالسياسة، ولا يُسمح لهم بالتدخل في الشأن العام أو انتقاد الحكومات تحت أي صفة إعلامية أو مهنية. فهناك معايير واضحة تفصل بين التخصصات، وكل فرد يعمل ضمن مجاله، مع التزام صارم بالقانون ودفع الضرائب، واحترام الخطوط الحمراء التي تحمي النظام العام والقيم المجتمعية.
أما في دول العالم الثالث، وعلى رأسها موريتانيا، فقد اختلطت الأدوار وضاعت المعايير، حيث لا توجد ضوابط تحدد من يحق له الحديث في السياسة أو تمثيل الرأي العام. هذه الفوضى شجعتها الدولة الموريتانية نفسها عندما منحت صفة «مؤثر» لأشخاص لا يمتلكون لا ثقافة ولا وعياً اجتماعياً، وإنما اشتهروا بأساليب الاستفزاز والوقاحة والتفاهة.
ومن المؤسف أن يصل الأمر إلى حد قيام هرم الدولة باستدعاء هؤلاء الأشخاص للمشاركة في الأنشطة والفعاليات الرسمية، ومنحهم اهتماماً رسمياً لا يستحقونه. هذا الاحتضان ساهم بشكل مباشر في تدهور القيم الأخلاقية داخل المجتمع، وأحدث خللاً اجتماعياً خطيراً.
كما أدى هذا الواقع إلى عزوف شريحة واسعة من الشباب عن العمل الجاد والإنتاج، بعدما أصبح الطموح السائد هو تحقيق الشهرة السريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولو كان ذلك على حساب الأخلاق، والاحترام، والمسؤولية الاجتماعية.
إن استمرار هذا النهج ينذر بمزيد من الانهيار القيمي، ما لم تتم مراجعة هذه السياسات، ووضع معايير واضحة تحترم التخصص، وتحمي المجتمع من تسطيح الوعي وتفريغ القيم من مضمونها .
 
أخبار الوطن ً
تحرير 
الصحفي 
آبيه محمد لفضل